خلوة الآلهة

أولئك الذين تخلقهم في منامك

من عرق اليل (أنت وحدك في الليل)

مقتحما خلوة الآلهة

وتشتاقهم في الصباح

هم الأنبياء الذين تنازلت البشرية عنهم

وأخفت أساطيرهم

كي تمد ابتسامك في نفق النور

ذاك الذي يعلقه القدر حول عنقه

ليوهمك أنك ستذهب إلى الجنة

فكم واحدا آخر ثمة فيك

وكم واحدا سيكفيه شوقك

قبل احتلالهم حقول الذاكرة



أولئك الذين تخلقهم في منامك

لا نور يغسلهم كالملائكة

لا يدسون الفضيلة في ثنايا ربطات العنق

لا يلعبون ليستمتعوا

ولا يُدعون لتصوير إعلانات

وحين تزيل عن عقلك أغلفة الليل البلاستيكية

لا يأتون معك

ولكنك تشتاقهم



أولئك الذين تخلقهم في منامك

لا تعرف من أين يأتون

ولا أين رأيت ملامحهم سابقاً

ولا يهمك أن تدرك لماذا خلقتهم

هم... لا سواهم

فلا يشبهون الدمى التي لعبت بها إذ كنت طفلا

ولا يملكون قلوبا تضخ دما

لكل نبي

لكل ملاك

ولكل فاتنة

قلب من زجاج

وخيط دخان

فهل سيصدقك الآخرون حين تخبرهم أنك

مثلهم

بقلب من زجاج وسيل دخان



أولئك الذين تخلقهم في منامك

تمد بجانبهم اعتدادك بابتسامتك الفاترة

وتطل معهم على هفواتك

وأغبى أمانيك التي لم تنضج بعد

وتلك القلوب التي لم تضع فيها خيط دخان بعد

ولا تشعر معهم بالندم

وتقول لمن فيه

أحبك

دون أن تخشى تهشم قلبك مرة ثانية

وتلقي على طاولاته ما تقاطر من معجزاتك

كل قصائدك العرجاء

والمحلاة ببعض النبيذ

دون أن تخشى انكسار خيالك في المرآة



أولئك الذين تخلقهم في منامك

من عرق الليل

منعرج يتدلى على شفتيه نهدا الخجل

وهاوية تغسل قدميها في بحيرة الأبدية

لذا حين تستيقظ في الصباح

ويغزوك شوق خفيف

اكتب عنهم ليحظى بهم الآخرون

تماما كما حظيت بهم أنت