تفاصيلي البسيطة

غلاف بسكويت أنيته على الغداء...ـ


مناديل ورقية أستعملها حفاظاً على البيئة، ربما، هذا ما تروجه عارضة عملاقة في السوبرماركت...ـ


سماعتي اليسرى المعطلة مفككة أمامي، وأدوات رخيصة اشتريتها لتقمص دور المهندس، ظننت بإمكاني إصلاحها فخرّبتها أكثر، بإمكاني أن أخرب ما هو مدمر أصلاً، أنا بائس إلى هذا الحد...ـ


كوب فيه شمعة معطرة، مكتوب عليه نغم ال"أيورفيدا"، لم أكلف نفسي عناء الترجمة، فليعش الأيورفيدا ليوم آخر في المجهول بينما أبحث أنا عن رائحته الهزيلة في هواء غرفتي...ـ


علبة علكة فاخرة، حين يأتي الأمر للعلكة، لا أقبل غيرها، لا أدري لماذا، كنا نسمي العلكة الرخيصة شوينجم، كسل في الترجمة، أظن، ولكنها كانت تفي بالغرض، ربما أنا أتمرد على الشونجم قبل كل شيء، بإمكاني عنونة سيرتي هكذا: "تمرد على الشونجم" أو "رحلتي من الشونجم إلى [..]" أترك للمحرر اختيار العنوان المناسب...ـ



دفاتر وكتب مرتبة بعشوائية...ـ


حاسبة اشتريتها من أمازون، وأتتني من اليابان إلى غرفتي في ألمانيا لأشبع بها حرمان المدرسة في صنعاء، كنت أستخدم حاسبة بدائية وقتها، لكن الوقت كفيل بأن يعوضك بحاسبة يابانية محترمة، تذكر هذا الدرس: هذه الحاسبة ستمضي...ـ



مقلمة ب 12 قلماً ولوناً، أستخدم الأزرق فقط في نهاية الأمر، الألوان بذخ حين يتعلق الأمر بالأزرق، تكفي تدرجاته لتملأ حياتي حالياً، لا أشتري إلا كل ما هو أزرق مؤخراً، وهنا قلب أزرق 💙 هذا هنا هو ذروة التكنولوجيا، أن تتمكن من تعشيق نصك بقلب أزرق وتمضي، شكراً للتكنولوجيا...ـ


حاسوب محمول أكتب فيه نصاً لا داعي له، ولكننا لا نقوم فقط بما هو ضروري فقط -على كل حال- فلم لا أكتب أيضاً؟ حمى الكتابة أهم من العشاء في نهاية الأمر، ربما كان يجب علي أن أجهز شيئاً ما لأتناوله خلال الكتابة، الرحلة إلى المطبخ شاقة تحت تأثير النص...ـ



هذا كل ما تحتويه الطاولة التي أكتب فيها، وأكتب عنها في الوقت ذاته...ـ

 

قلت لنفسي: هل بإمكانك أن تكتب نصاً عن الأشياء المملة حولك؟ عن غلاف البسكويت مثلاً؟


 وانطلقت أكتب عن أشياء تعنيني كثيراً 

ـ على تفاهتها ـ 

إذ أن كل ما في هذه الطاولة لي، ولي وحدي...ـ 

أكثر مما هي المعزوفة التي أستمع لها الآن، والأفكار التي نويت تدوينها عن الفن الفارغ والكتابة الرخيصة والمجتمع السائل...ـ 


أظنني في لحظة درويشية خالصة، فعلبة العلكة لي، والماء لي، والمناديل الورقية لي، والملاحظات التي دونتها في الدفتر لي...ـ


وحتى خراب سماعاتي لي، فهذا الخراب، حين يأتي وقت الحقيقة، تجلٍ واقعي لي...ـ


فلم لا أكتنفه نسمة نسمة، وأجد نفسي في تفاصيلي البسيطة؟