على صدر تشرين

تسيل على صدر تشرين رائحة الحرب

وينغمس الليل في صفحات الجرائد

قالت مثقفة:

لقد كان ما كان إذ كان ما قيل واستبقت مجريات الكلام وكنا وكانوا وكان الزمان

وقال المراسل:

رأينا كثيراً من الريش..

لم نر شيئاً..

رأينا وجوها تلونها الصرخات

ولم نر شيئاً

فهل كان حقاً كما كان؟ وهل كنت من كنت؟

ترد مثقفة:

لقد كنت إذ كان..

هم مجرمون..

أنا..

هم..

ولا شيء آخر..

...

فوق الرصيف المجاور للبيت

حيث تمد الكنيسة ليلاً تداري به العابرين

والذاكرة

تذوب مثقفة في الجريدة

وألقي بروحي على امرأة تعلمني الرقص

تانجو مطعمة بالحنين إلى الأرض

نرسمها في تداخل موج الغريب وموج الغريبة

لا ينظر الآخرون إلى الرقص...

كنا كأحلامنا

طيف يغيب ويعبر من فوقه العابرون

وطيف يحل لتغرب عنه العيون إلى أمسها...

فأطلقها للهواء

وترجع

ملقية صدرها فوق صدري

وأطلقها للغناء

وترجع

ملقية لحنها فوق قلبي

وأطلقها لتسكتشف الغد

فلا يفهم العابرون سر السقوط

ويمضون

لا يفهم العابرون أن الكنيسة لم تملأ الأرض

وأني فراغ

وأن المثقفة التي أفصحت للمراسل لم تك مخطئة

وأن المساكين هم المجرمون