الله (كلمات مفضلة)

ربما تكون كلمة "الله" هي المفضلة بالنسبة لي، وأعني هنا الكلمة مجردة من الحمولة الدينية، أي دون الإحالة التعبدية المباشرة إلى الله، فالكلمة -على بساطتها- قد تكون الأكثر تكثيفاً للمعنى والمشاعر البشرية، وتكيفت بسهولة مع تغيرات لغة العربي حتى صارت في كل أحواله.


وليس الأمر أنني أمتلك كلمات مفضلة أصلاً، ولكني أجد في كلمة "الله" إيجازاً وتعبيراً متكاملاً، حتى قيل في الشعر (وأظنها تنسب لدرويش):


الشعر هو ذاك الذي لا تملك حين تنتهي من سماعه إلا أن تقول: الله!


فالله (الكلمة) وصول العربي إلى النشوة الجمالية بعد أغنية او قصيدة، الله خوف العربي وحيرته، الله فرحه وألمه، الله صراخه بعد تسجيل فريقه لهدف، وتنهده عند اقتراب مصيبة، الله مغازلة فاتنة او التحرش بها، والله مداراة الطفل وإرشاده حين يقع.


حتى قال العرب يلا، اختصار ل يا الله، وجعلوها الانطلاق مع بسم الله، والنهاية مع الحمد لله، ولا علاقة لكل هذه التعبيرات بالابتهال الديني غالباً، بل هي تعبير لغوي يجد فيه العربي ملجأ يسع عاطفته، فلا يحضر في ذهنه الله، ولا مفهوم مناداته وعبادته، حتى قالها المسيحي وغير المتدين والمسلم غير العربي.


الله تعبير مكثف عنا، دون أن نشعر حتى، واتساع الرمز واللغة للعاطفة، كل العاطفة، أو هكذا أرادها العربي، حتى أكاد أقول: حين وجد العربي الله، لم يجد إلا أن يقول: الله.