أنت أيضاً ككل النساء

وككل النساء ستحاسبين رجلك على التفاصيل الصغيرة؛ كوب الشاي الذي لم يكن ساخناً بما فيه الكفاية، القصيدة الصباحية التي نسيت قافيتها، القبلات التي لا يصل منها إلا صداها، التنهيدة المفقودة بعد الاعتراف بشوقي إليك، والابتسامة الخجولة حين أراك...


وككل النساء لن تتمالكي نفسك حين تجدينني مخطأ، جميع القصائد والابتسامات والتنهيدات الماضية لن تكون شيئا حين أخطئ، وهذا يجعلني أخاف، ألا يفترض بي أن أرتعد خوفا حين أراني أتهاوى أنا وتلك التفاصيل في انفعالاتك اللحظية؟


وككل النساء ستلقين باللوم علي: كنتَ مخطئاً حين نسيت، وكنت مخطئاً حين جعلتني أنسى، كنتَ مخطئاً حين كانت قصيدتك تلامس جزءا آخر في قلبي غير الذي أردته، وكنتَ مخطئاً حين قبلتني في شفتي بينما كنت أنتظر عناقا دون قبلات...


وككل الرجال سأعتاد كل هذا، وقد يصل بي الأمر إلى أن لا أبالي، فما الداعي من أن ألبي طلباتك إن كنت ستنسينها؟


سأصنع لك باقة زهور من الورق الذي كتبت فيه أخطائي، أعلم أنك تحبين أن تتذكري أخطائي كل صباح، ربما تشتركين مع كل النساء في هذا، لكنك ستكونين الوحيدة التي تستنشق أخطاء حبيبها، ألن يكون هذا جميلاً؟ أن نكون مختلفين ولو قليلاً؟

أن أخطئ وتمسكي بي من أذني حتى أقبل عينيك، أن تقودي شفاهي وحروفي وقلبي إلى حيث تريدين، فالحب الذي تبحثين عنه لن يجده غيرك، أطمئنك، إنه باق في قلبي، لكنك يجب أن تنقبي عنه قليلاً، وترسمي طريقه ليسعدك.


عزيزتي..

ككل النساء، أنت مخطئة حين أحببت، ومحظوظة حين أحببت، ومجنونة حين أحببت، وغبية حين أحببت، وسعيدة حين أحببت، أنت مزيج من مشاعر جامحة، لا يروضها غيرك، وككل الرجال، سأحبك، بجموحك أو بدونه، سأحبك...