تحت جسر المشاة

"حسناً، ماذا بقي لدي؟ ليس الكثير، الأطفال بدأوا يعتادون غيابك، يخيفني هذا أيضاً، تخيل أن صغيرنا سهيل جاء ليطلب مني أباً جديداً، كان مستعداً لشراء واحد من بقالة زيد المطري، وحاول أن يجرني إلى هناك بالفعل، لا أدري، أشعر بالندم أحياناً لأنني أكتب كل هذا الكلام، ربما تقرأه أنت بالفعل، كنت رجلاً صالحاً، ولم تغب عن صلاة واحدة، لا بد من أن الله يطلعك على كل هذا، ولكنني أشعر بالخزي قليلاً، ألا يكفيك أن تموت؟؟؟ هل أنا عادلة كفاية لأضيف إلى وجعك عجزاً وشوقاً للحياة."


هذه المجموعة القصصية الصغيرة تعد المحاولة الثانية في المجمل والأولى بهذا النوع الأدبي للقصص المتشابكة، أي أن كل قصة تمثل قطعة في أحجية فنية يمكن إعادة تركيبها وسردها بطرق مختلفة لتحكي قصة كبيرة واحدة هي قصة جسر المشاة في هذه الحالة.

تعرفت بهذا النمط الأدبي للمرة الأولى في مجموعة قصصية للكاتب الألماني Wolfgang Borschert وتحديداً قصتي: Das Brot و  Die Küchenuhr المتداخلتين بشكل بديع. فرصة أخرى كانت مع أنمي The Tatami Galaxy الذي قدم عملاً متشابكاً بإمكانه أن يحكي القصة ذاتها 11 مرة بطرق مختلفة، مع ارتباطها جميعاً داخل إطار كبير هو ختام المسلسل.

هذا النمط مثير للغاية، وعبقري ذلك، إلا أنه يتطلب قدراً مذهلاً من التمكن السردي/الإبداعي وإلا خرج العمل مشتتاً تائهاً، وأظن لي محاولات مستقبلية معه، وأتمنى أن تستمتعوا بهذا العمل هنا.