من أكون
هشام المهدي:
لطالما حلمت بأن أكون نبياً، ولكنني كنت أوفر حظاً من أن تهبني السماء يقيناً جديداً، ولهذا فقد وقفت أمام الناس، وقرأت الشعر، ورأيت نفسي في الأسطورة، تلو الأسطورة...ـ
طالب هندسة كهرباء وتقنية معلومات في جامعة ميونخ للعلوم التطبيقية:
لا أزال في رحلة وداع طويلة، وكلما خرجت لأتفقد في وجوه الناس أُنساً ما، أفقدني في أعين الأمهات، وابتسامات الرفاق...ـ
مقيم في ميونخ:
إلا أنني ورثت حر تهامة، كنا ننام على السقف، ونشارك البعوض السماء والدم والموت والهوية، وتمنينا لو بادلناها بالدم قدرة على الطيران، ربما إلى البلاد البعيدة التي عبرتُ إليها لاحقاً، وربما إلى جحيم آخر لا ينتظر الأطفال فيه ساعات الكهرباء النادرة.ـ
أرى وجودي في سرد القصة القصيرة، كلما كتبت واحدة شعرت بأرواح تتلاشى راضية عن خلود طفيف، هي الأرواح التي تسكن النص بكامل عنفوانها، وعاطفتها، وتاريخها المحمل بالوجع، والوجع في كل انبعاثات السرد، ولكنني لا أكتفي بها، أكتب المقالة والخاطرة وقريباً الرواية، تنتمي القصة لشخصياتها، وأنتمي أنا إلى باقي النصوص التي أبوح فيها.
لا شيء باستطاعته أن يعرف بي كما تفعل نصوصي، حتى وإن تلاشى المعنى في حضرة الألم والرمز، خلف ركام الكلمات بإمكان القارئ أن يسمعني، وهذا يكفي...